بسم الله الرحمن الرحيم
التعليم الإسلامي في ماليزيا
مقدمة:
الحمدلله رب العالمين والصلاة
والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
قالت اللجنة الدائمة { كل علم
ديني مع وسائله التي تعين على إدراكه ، داخل فيما يرفع الله - من علمه وعمل به،
مخلصا له - عنده درجات ، وأنه مقصود بالقصد الأول . وكل علم دنيوي تحتاجه الأمة ،
وتتوقف عليه حياتها ، كالطب والزراعة والصناعة ونحوها ، داخل أيضا إذا حسنت النية
، وأراد به متعلمه والعامل به نفع الأمة الإسلامية ودعمها ، ورفع شأنها ، وإغنائها
عن دول الكفر والضلال ، لكن بالقصد الثاني التابع ، ودرجات كل متفاوتة تبعا لمنزلة
ذلك من الدين ، وقوته في النفع ودفع الحاجة " انتهى .
("فتاوى اللجنة الدائمة" (12 / 77)
("فتاوى اللجنة الدائمة" (12 / 77)
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله :
أما العلوم الأخرى فلها شأن من استخراج المعادن وشؤون الزراعة والفلاحة وسائر العلوم النافعة ، قد يجب منها ما يحتاجه المسلمون ، ويكون فرض كفاية ، ولولي الأمر فيها أن يأمر بما يحتاجه المسلمون ، ويساعد أهلها في ذلك ، أي بما يعينهم على نفع المسلمين ، والإعداد لعدوهم ، وعلى حسب نية العبد تكون أعماله : عبادة لله عز وجل متى صلحت النية ، وخلصت لله ، وإذا فعلها بدون نية تكون من المباحات : أعني أنواع الصناعات المباحة ، واستخراج المعادن والزراعة والفلاحة ، وغير ذلك .
وكلها أمور مطلوبة ومع صلاح النية تكون عبادة ، ومع خلوها من ذلك تكون أموراً مباحة ، وقد تكون فرض كفاية في بعض الأحيان إذا دعت الحاجة إليها ، ووجب على ولي الأمر أن يلزم بذلك من هو أهل لها ، فهي أمور لها شأنها ، ولها أحوالها الدّاعية إليها ، وتختلف بحسب النية ، وبحسب الحاجة
(بن باز، 1430)
وقال ابن عثيمين رحمه الله في
في شرح رياض الصالحين العلوم تنقسم إلى قسمين :
قسم يراد به وجه الله: وهو العلوم الشرعية.
وقسم آخر ـ علم الدنيا: كعلم الهندسة والبناء والميكانيكا وما أشبه ذلك.
فأما الثاني ـ علم الدنيا ـ فلا بأس أن يطلب الإنسان به عرض الدنيا يتعلم الهندسة ليكون مهندسا يأخذ راتبا وأجرة، ويتعلم الميكانيكا من أجل أن يكون ميكانيكيا يعمل ويكدح وينوي الدنيا، هذا لا حرج عليه أن ينوي في تعلمه الدنيا، لكن لو نوى نفع المسلمين بما تعلم لكان ذلك خيرا له وينال بذلك الدين والدنيا}
وقال أيضاً { لا شك أن لهم –أي الأطباء- أجراً بحسب نيتهم وعملهم لأن الطب نفسه ليس مقصوداً لذاته ولكنه مقصود لغيره، لهذا ذهب بعض أهل العلم إلى أن تعلم الطب "فرض كفاية"، لا بد للمسلمين أن يكون فيهم أطباء ، فألحقوه بفرض الكفاية ، لأن هذا مما تحتاجه الأمة، فإذا قصد الإنسان بعمله هذا القيام بهذا الفرض والإحسان إلى الخلق فسينال أجراً كثيراً) [ارشادات للطبيب المسلم]
وقال أيضاً { ولهذا أنبه الإخوان الذين يدرسون مثل هذه العلوم أن يكون قصدهم بتعلم هذه العلوم نفع إخوانهم المسلمين ورفع أمتهم الإسلامية، فالأمة الإسلامية الآن ملايين، لو أنها استغلت مثل هذه العلوم فيما ينفع المسلمين لكان في ذلك خير كثير، ولا ما احتجنا إلى الكفار في تحصيل كمالياتنا، بل وفي تحصيل ضرورياتنا أحيانًا، فهذه العلوم إذا قصد بها الإنسان القيام بمصالح العباد صارت مما يقرب إلى الله، لا لذاتها ولكن لما قصد بها (مجموع فتاوى ابن عثيمين، 26/50)
قسم يراد به وجه الله: وهو العلوم الشرعية.
وقسم آخر ـ علم الدنيا: كعلم الهندسة والبناء والميكانيكا وما أشبه ذلك.
فأما الثاني ـ علم الدنيا ـ فلا بأس أن يطلب الإنسان به عرض الدنيا يتعلم الهندسة ليكون مهندسا يأخذ راتبا وأجرة، ويتعلم الميكانيكا من أجل أن يكون ميكانيكيا يعمل ويكدح وينوي الدنيا، هذا لا حرج عليه أن ينوي في تعلمه الدنيا، لكن لو نوى نفع المسلمين بما تعلم لكان ذلك خيرا له وينال بذلك الدين والدنيا}
وقال أيضاً { لا شك أن لهم –أي الأطباء- أجراً بحسب نيتهم وعملهم لأن الطب نفسه ليس مقصوداً لذاته ولكنه مقصود لغيره، لهذا ذهب بعض أهل العلم إلى أن تعلم الطب "فرض كفاية"، لا بد للمسلمين أن يكون فيهم أطباء ، فألحقوه بفرض الكفاية ، لأن هذا مما تحتاجه الأمة، فإذا قصد الإنسان بعمله هذا القيام بهذا الفرض والإحسان إلى الخلق فسينال أجراً كثيراً) [ارشادات للطبيب المسلم]
وقال أيضاً { ولهذا أنبه الإخوان الذين يدرسون مثل هذه العلوم أن يكون قصدهم بتعلم هذه العلوم نفع إخوانهم المسلمين ورفع أمتهم الإسلامية، فالأمة الإسلامية الآن ملايين، لو أنها استغلت مثل هذه العلوم فيما ينفع المسلمين لكان في ذلك خير كثير، ولا ما احتجنا إلى الكفار في تحصيل كمالياتنا، بل وفي تحصيل ضرورياتنا أحيانًا، فهذه العلوم إذا قصد بها الإنسان القيام بمصالح العباد صارت مما يقرب إلى الله، لا لذاتها ولكن لما قصد بها (مجموع فتاوى ابن عثيمين، 26/50)
يعد العلم من أهم أسباب نهوض الشعوب
وقيام الحضارات ورقيها فهو يسهم في حل المشكلات التي تواجه الإنسان ويهدف لتحقيق
السعادة والرخاء له ، وهو ركيزة أساسية لكل تطور وتقدم ونجاح وهو جسر ووسيلة للعبور إلى المستقبل المشرق ، ولقد وعت كثير
من الدول هذه الأهمية البالغة للعلم فأولت إهتماما كبيرا به وبطلابه.. ؛
ومن هذه الدول : دولة ماليزيا .
نعمت ماليزيا نسبيًا منذ استقلالها
وخلال العقود الخمسة الماضية :
ـ بحالة من
الاستقرار السياسي، حيث انتظمت الانتخابات الديموقراطية الحرة في مواعيدها، ولم
تحدث أية انقلابات
ـ حالة من
التوافق والتعايش العِرقي والدين
ـ تطور اقتصادي انعكست فوائده على
مجمل شرائح المجتمع الماليزي
ـ استقرار
في الأمن الداخلي
وبالتأكيد،
فإن هذه النجاحات لم تكن تخلو من المشاكل والمنغصات، ولكنها كانت على كل حال مما
يمكن استيعابه وتجاوزه. وهذا ما جعل ماليزيا في مقدمة الدول الإسلامية ومن أكثر
دول العالم الثالث تقدمًا، وتمكنت من تحقيق قفزات هائلة في الاقتصاد التعليم
ومحاربة الفقر والبطالة، وفي توفير البنى التحتية والخدمات المتطورة .
( محسن صالح ،النموذج
السياسي الماليزي وإدارة الاختلاف ،. (http://studies.aljazeera.net/
ماليزيا..
التكوين السكاني والديني:
تقع ماليزيا
في جنوب شرق آسيا. وتبلغ مساحتها 330 ألف كلومترمربع، ومناخها استوائي دائم
الأمطار والحرارة على مدار السنة، وتغطي الغابات والأدغال نحو 68% من مساحتها
الكلية. وتتمتع بثروات طبيعية من القصدير والنفط والغاز والأخشاب والنحاس والبوكسايتتتميز
ماليزيا بتعدد أجناسها وأديانها، غير أن هناك ثلاث فئات عِرقية كبيرة، هي الملايو
والصينيون والهنود. وعندما استقلت سنة 1957، كان التقسيم العرقي في شبه جزيرة
الملايو يشير إلى أن الملايو حوالي 50% من السكان، بينما يشكِّل الصينيون 37%،
والهنود 12% () وقد رفع انضمام ولايتي صباح وسرواك إلى الاتحاد
الماليزي سنة 1963 إلى حدٍّ ما من نسبة الملايو، كما زادت نسبتهم مع الزمن بسبب
ارتفاع نسبة التكاثر مقارنة بغيرهم.
بلغ عدد
سكان ماليزيا سنة 2010 حوالي 28 مليونًا و334 ألفًا، وتشير الإحصائيات إلى أن عدد
من يحملون الجنسية الماليزية قد بلغ 26 مليونًا؛ حيث بلغت نسبة ما يُعرَف بأبناء
البلد Bumiputra من بينهم 67.4% (وأغلبيتهم الساحقة
من الملايو)، بينما بلغت نسبة الصينيين 24.6%، والهنود 7.3%، والآخرين 0.8%؛ أما
المقيمون من غير الماليزيين فيبلغ عددهم 2.321 مليونين وثلاثمائة وواحد وعشرين
ألفًا أي بنسبة 8.2% من العدد الكلي للسكان.
الملايو هي
أكبر المجموعات العِرقية وأكثرها تجانسًا، فكلهم مسلمون، وكلهم يتحدثون اللغة
الملايوية أو الماليزية Bahasa
Malaysia. ويشكّل
الصينيون ثاني أكبر المجموعات العرقية في ماليزيا، ويتميز الصينيون بالنشاط
والقدرة على التنظيم والعمل المتواصل، ويتركزون في المدن. وقد أسهمت قوة العلاقات
الداخلية الاجتماعية بين الصينيين ودعمهم لبعضهم بعضًا، والجمعيات السرية الناشطة
في أوساطهم، في تحسين أوضاعهم المادية وفي سيطرتهم على معظم الأعمال التجارية
الصغيرة والمتوسطة، وعلى العديد من القطاعات الاقتصادية بما في ذلك البنوك وشركات
التأمين ومناجم القصدير... وغيرها. أما الهنود فمعظمهم من التاميل . Tamil الذين قدموا من جنوب الهن
ويشكِّل المسلمون، حسب آخر إحصاء رسمي تمّ سنة 2000، ما نسبته 60.4% من
السكان، أما البوذيون فغالبيتهم الساحقة من الصينيين ويشكِّلون 19.2%، وتبلغ نسبة
المسيحيين 9.1%، وأغلبهم من الصينيين مع عدد لا بأس به من الهنود. ومعظم الهنود في
ماليزيا من أتباع الهندوسية Hindu (نحو 6.3% من مجمل السكان هندوس. وهناك من يتبع أديانًا
تقليدية صينية (نحو 2.6% من مجمل السكان) كالكنفوشيوسية Confucianism، والطاوية Taoism.
( محسن صالح ،النموذج
السياسي الماليزي وإدارة الاختلاف ،. (http://studies.aljazeera.net/
تساؤلات
البحث :
إن موضوع
البحث الحالي يكمن في الإجابة على التساؤل الرئيس التالي :
1. ما طبيعة التعليم الإسلامي في ماليزيا ؟
وهذا التساؤل
الرئيس يمكن عرضه من خلال ثلاثة أسئلة فرعية :
1.
ما هو النظام التعليم في ماليزيا ؟
2.
ما الصعوبات التي واجهت الحكومة الماليزيا في
سعيها للنهوض بالبلد تعليميا ؟
3.
ما الحلول التي عملت بها الحكومة الماليزيا
لتجاوز الصعوبات التي مرت بها ؟
4.
ما الجهود
المبذولة من دولة ماليزيا في مجال التعليم ؟
أهداف
البحث :
على ضوء
التساؤلات السابقة فإن الهدف الأساسي للبحث الحالي يكمن في :
التعرف على
طبيعة التعليم الإسلامي في ماليزيا ؟
وهذا الهدف
الرئيس يمكن عرضه من خلال ثلاثة أهداف فرعية ، هي :
1. التعرف على الصعوبات التي واجهت
الحكومة الماليزية للنهوض بالجانب التعليمي ؟
2. التعرف على النظام التعليمي في ماليزيا ؟
3. التعرف على الجهود المبذولة من دولة ماليزيا
في مجال التعليم ؟
أهمية
البحث :
يستمد هذا
البحث أهميته من موضوعه المتضمن ركيزتين مهمتين هما :
التعليم
الإسلامي في ماليزيا ، ونظام التعليم فيها، ومما لاشك فيه الدور الفعال للعلم في
النهوض بالأمم وجعلها محل إهتمام ودراسة من قبل الباحثين وذلك لتلمس الجوانب
المشرقة التي كان العلم سببا موصلا لها لمثل هذه الدرجة الرفيعة والمكانة السامية
ونموذجا لهذا التقدم والرقي .
حدود
البحث :
لقد تبين
للباحث من خلال البحث أن موضوع التعليم الإسلامي في ماليزيا موضوع كبير وله أوجه
متعددة ومتنوعة تحتاج العديد من الدراسات لتغطيته بصورة متكاملة لذا فإن هذه
الدراسة ستركز بإيجاز على التعليم الإسلامي في ماليزيا من حيث الأنظمة والمشاكل
التي تواجهه والجهود المبذولة لأجله واقتصرت في الدراسة التأريخية عن كيفية دخول
الإسلام لماليزيا .
مصطلحات
البحث :
التعليم
الإسلامي : التعليم هو عبارة عن تلك العملية التي يمارسها المعلم بهدف نقل
المعلومات والمهارات ...والإسلامي نسبة لدين الإسلام فيكون مضمون معنى التعريف :
نقل تعاليم الدين الإسلامي الحنيف للمتعلمين أو دراسة العلوم والفنون .. وفق
الضوابط الإسلامية (الباحث)
الدراسات
السابقة :
من خلال
الدراسة وجد أن الدراسات السابقة تناولت التعليم في ماليزيا بشكل عام وفي
مواضيع متفرقة وهذا مما دفع الباحث لدراسة التعليم الإسلامي في ماليزيا ونظم
التعليم فيها بشيء من التفصيل وجمع ماتفرق من المواضيع المتعلقة بها في هذا
الموضوع والذي هو بعنوان التعليم الإسلامي في ماليزيا ، ومن الدراسات التي تناولت
بعض جوانب التعليم في ماليزيا :
· دراسة بعنوان ( نظام التعليم في ماليزيا )
للدكتور أحمد عطية أحمد ، وقد هدفت هذه الدراسة إلى إعطاء معلومات عامة عن دولة
ماليزيا ، ونظم التعليم فيها.
· أما الدراسة الثانية بعنوان ( دور العلم في
بناء ماليزيا ) للدكتور راغب السرجاني ،
وقد تناولت
الدراسة الدور المهم للعلم والذي كان من أسبا نجاح عملية التنمية والنهضة في
ماليزيا
لمحة
عامة عن كيفية دخول الإسلام ماليزيا :
وقد وصل
الإسلام إلى ماليزيا في القرن السابع الهجري، وإن كنا لا نستطيع أن نُحَدِّد
بالضبط السنة التي انتشر فيها؛ وقد كانت روابط شبه الجزيرة الملايو (ماليزيا)
متينة مع جزيرة سومطرة المواجهة من ناحية الغرب، والتي وصل إليها الإسلام كذلك؛
لأن أطرافها الشمالية أقرب إلى الغرب، حيث كانت تمخر السفن الإسلامية، وتتحكَّم
تلك السفن في طرق المحيط الهندي البحرية، وفي موانئه وقواعده ومراكزه وبحاره،
وينتقل المسلمون التجار والدعاة على السواحل يحملون مع بضائعهم العقيدة الإسلامية،
التي تتلاءم والفطرة البشرية، وتعطي معاملتهم وسلوكهم وأخلاقهم صفةً تختلف عمَّا
يتَّصِف به بقية التجار؛ بل كان كلُّ تصرف ينبع من تلك العقيدة، وكثيرًا ما كان
الدعاة يتَّخذون التجارة وسيلة ليتَّصلوا مع السكان، وليدعوهم إلى الإسلام .
(محمود شاكر :
التاريخ الإسلامي 20/293.294 )
وفي سنة 676هـ
أسلم ملك جزيرة (مالاقا)على يَدِ تجار مسلمين قادمين من جدة، وأطلق على نفسه اسم
"محمد شاه"، وتبعه شعبه في اعتناق الإسلام، وبذا قامت أوَّل دولة
إسلامية تعمل على نشر الإسلام فيمن جاورها من الجُزُر، وفي غضون نصف قرن أصبحت
(مالاقا) مركزًا يَشُعُّ الإسلام على المناطق المجاورة، فأسلمت جزيرة (باهانغ)
وجنوبي الملايو
(محمود شاكر :
التاريخ الإسلامي 20/294 )
فدخول الإسلام
إلى ماليزيا يعتبر من الأمثلة على دخول الناس في دين الله طواعية واختيارا دون
إكراه وهكذا هو شأن الإسلام حينما يدعى إليه دعوة صحيحة على بصيرة كما دعى إليه
النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح رضوان الله عليهم جميعا .
ومن الطريف أن
التجار العرب المسلمين كانوا يقصدون أول مايقصدون امراء البلاد فيدعونهم إلى
الإسلام ويحببونهم فيه فلا يملك هؤلاء الأمراء أمام الحقائق الإسلامية الناصعة
والقدوة الحسنة والسيرة الطيبة لهؤلاء التجار إلا أن يعلنوا إسلامهم فيدخل الناس
في دين الله أفواجا (ماليزيا الإسلامية ،الوعي الإسلامي ) .
فدخل
الماليزيون في الإسلام ونقلوه لمن بعدهم من الأبناء والأحفاد ،وهاهي اليوم ماليزيا
ومع تقدم الزمن وتسارع الأحداث في عصر تغير الهويات لازالت ماليزيا تعتز بهويتها
الإسلامية وماعنايتها بالقران والسنة واللغة العربية وتدريسهم لإبنائها ضمن
مقراراتهم التعليمية إلا دليل على هذا الإعتزاز والإنتماء ، لأنها علمت أن نهوض
بلادها لن يـتأتى إلا بسواعد أبنائها وأن أبناءها لن ينهضوا إلا بالعلم فهي تغرس
فيهم هذه المبادئ والأساسيات التي لابد منها ولاغنى عنها وقد كان للتعليم دور كبير
وبارز لما وصلت إليه من التقدم في المجالات المختلفة.
بدأ التعليم
في ماليزيا ،كما ذكر(فهمي،1985م،ص489) بدخول الإسلام، وكان التعليم وسيلة لمعرفة
مبادئ الدين وانقسم هذه التعليم إلى حلقات لوعظ كبار السن ودروس لتعليم الصغار على
يد من احترف مهنة التعليم ونظمت هذه الدراسات على صورة ما يشبه الكتاب في الدول
الإسلامية وظل هذا النوع الوحيد من التعليم حتى بداية القرن العشرين عندما بدأ
المستعمرون الإنجليز والهنود والصينيون يقدمون إلى البلاد ويقومون بفتح مدارس لهم
في نفس الوقت بدأ أبناء البلاد في تطوير نظامهم التعليمي على ضوء النماذج الجديدة
فأسسوا ما أسموه بالمدارس الملايوية لتعليم مبادئ لغتهم وبعض العلوم الحديثة في
مستوى لا يتجاوز مستوى التعليم الأولي ،وهنا بدأ في الملايو خليط كبير من
التنظيمات التعليمية،الإنجليزية ،والملايوية ،والصينية ،والهندية ذات أهداف متنوعة
ونظم ومناهج مختلفة باختلاف الثقافات وتنوع الأجناس .
ـ وبعد معرفتنا لبداية التعليم في ماليزيا وكيف كان وسيلة لتعريف الناس
بمبادئ الدين ، فقد واجهت الحكومة الماليزية العديد من الصعوبات حينما أرادت
النهوض بالبلد في الجانب التعليمي ...
وقد
ألقى رئيس وزراء ماليزيا الأسبق الدكتور مهاتير محمد، محاضرة حول مكانة وأهمية
التطوع في التعليم بالتطبيق على النموذج الماليزي، وذلك في جلسة عمل ضمن فعاليات
المنتدى العالمي للعمل التطوعي 2009م المقام في مدينة أبها وكان في ثنايا
خطابه الآتي :
على
الرغم من أن التعليم في ماليزيا مدعومٌ اليوم بصورة كبيرة من قِبل الحكومة، وبعض
الشيء من قبل المؤسسات الخاصة، فقد مر وقت أثناء الفترة الاستعمارية كانت فيه بعض
المدارس والمؤسسات التدريبية تملكها وتديرها هيئات تطوعية. ومع ذلك كانت
معظم المدارس التطوعية الخاصة تديرها هيئات تنصيرية، لم يكن هدفها مقتصرًا فقط على
توفير التعليم، لكن أيضًا نشر الدين المسيحي.
ووفقًا
لمعاهدة مع الدولة الماليزية، لم يكن مسموحًا لهم بتنصير المسلمين، لذلك استثنوا
الماليزيين المسلمين من حضور فصول الدين المسيحي. ولأن الماليزيين كانوا يدينون
بالإسلام، فقد كان هناك عدد ضئيل جدًا من الماليزيين في تلك المدارس التنصيرية.
على الجانب الآخر كانت المدارس التي تديرها منظمات إسلامية تُقدِّم فقط المناهج
الدينية، حتى إذا أرادت تلك المدارس تدريس نفس المواد الدراسية غير الدينية التي
تدرسها المدارس التي تُسمّى بـ "العلمانية"، فإنهم في الواقع لم يكونوا
يستطيعون ذلك؛ نظرًا لعدم توافر المدرسين الأكفاء. وللأسف لم يكن لدى هؤلاء
المدرسين- المؤهلين لتدريس المناهج الدينية فقط- فرص كبيرة للتوظيف سوى كمدرسي دين
أو كموظفين في مجال الشؤون الدينية.
الفقر
عقبة
كؤودٌ أخرى تقف في طريق التعليم التطوعي بين المسلمين تكمن في (الفقر). فقليل جدًا
من بين هؤلاء الأشخاص وهذه المنظمات من كان قادرًا على تقديم التعليم المجاني، ولو
كان دينيًا. كما كانت البعثات التعليمية قليلة جدًا، اللهم إلاّ من كانت تمنحهم
الحكومة الاستعمارية فرصة تلقي التعليم في المدارس الحكومية، أو في الخارج. بشكل
عام يمكننا القول إن العمل التطوعي كان يلعب دورًا متواضعًا في التعليم بماليزيا
خلال فترة الحكم الاستعماري.
ماليزيا
دولة متعددة الأعراق والأديان، فبينما يدين الماليزيون بالإسلام، فإن الصينيين
والهنود يدينون بالبوذية والهندوسية، وكان من بينهم أيضًا قليل ممن تحوَّلوا إلى
المسيحية.
وبينما
كان بإمكان غير المسلمين الذهاب إلى المدارس التنصيرية التي تديرها منظمات مسيحية،
كان عدد قليل جدًا من الماليزيين المسلمين يُلحقون أولادهم بهذه المدارس. وقد كانت
مخاوفهم من أن يتم تنصير أولادهم غير مبررة إلى حد ما؛ فلم يتنصَّر طفل واحد طيلة
200 عام من الحكم الاستعماري.
وكانت
النتيجة أن أعداد المسلمين الماليزيين المتعلمين، على الرغم من توافر المدارس
الحكومية الإنجليزية، كانت قليلة مقارنة بغير الماليزيين، ما يُعتبر نقطة سلبية
بالنسبة لمسلمي ماليزيا خلال الحقبة الاستعمارية.
ولم
يكن التعليم في الفترة الاستعمارية إجباريًا، وكانت هناك مدارس ابتدائية دشّنتها
الحكومة، لكنها لم تكن قادرة على استيعاب كافة الماليزيين. وكان التعليم في هذه
المدارس الابتدائية مجانيًا، وسيره بطيئًا، وكان بإمكان من يستكمل تعليمه
الابتدائي أن يعمل فقط كمدرس ابتدائي، أو في المكاتب الحكومية. أما الشركات
الأوروبية الكبيرة فكانت ترفض توظيفهم؛ لأن كافة أعمالها كانت تتم باللغة
الإنجليزية التي لم يكن يتقنها هؤلاء.
وقد
التحق كثير من هؤلاء الطلاب بقوات الشرطة أو اشتغلوا بالأعمال اليدوية أو القيادة.
وكانت
واحدة أو اثنتين من المدارس الابتدائية الصينية تقدم تعليمًا ثانويًا، وكانت هذه
المدارس مملوكة للمجتمع الصيني، ولم تكن تتلقى أي دعم حكومي.
الاستقلال
وفي
عام 1957 استقلت اندونيسيا، ووضعت النخبة التي كانت تلقت تعليمها الإنجليزي في
جامعات بريطانيا، التعليم على رأس أولوياتها. وبدأ الذهاب إلى انجلترا واستراليا
ونيوزيلندا والهند، وكان للأزهر في مصر حظ وافر في تقديم التعليم الديني. وفورًا
بدأت حكومة الاستقلال في إعداد البعثات الدراسية إلى الجامعات في الخارج.
وكان
الهدف الأساسي من هذه البعثات الخارجية أن يتوافر موظفون ماليزيون يكون بإمكانهم
العمل بدلاً من الموظفين البريطانيين، وبالفعل تمكنوا من ذلك، على الرغم من بعض
الصعوبات التي واجهتهم، بل تحسنت الإدارة حينما تسلموا زمام الأمور بدلاً من
البريطانيين.
وتزايد
الطلب على التعليم بسرعة مع مرور الوقت، وأعدت الحكومة خطة تعليمية شاملة، ووفرت
الدعم للمدارس من المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة. وكانت معظم البعثات الدراسية
ممنوحة من الدولة.
وسريعًا
أصبحت الجامعات التقنية قادرة على سد حاجة السوق المتزايدة، لكن نتيجة لبعض
الصعوبات التي واجهت الدولة في هذا السياق كان من الضروري إرسال المزيد من البعثات
إلى الخارج. وكان على الطلاب الماليزيين تعلم لغات أوروبية أخرى بالإضافة إلى
اليابانية ليتمكنوا من اقتحام الجامعات الأجنبية الناطقة بغير الإنجليزية. وكانت الحكومة
تتأكد من حسن سير التعليم ورفع الكفاءة اللذين تقوم بهما الجامعات الأجنبية
لمبعوثيها.
الإنجليزية والتعليم
وتحدث
مهاتير عن التطور العلمي المذهل الذي يشهده العالم، وكيف أن الباحثين يسطرون كل
يوم العديد من الأوراق حول هذه الاكتشافات الجديدة، كلها باللغة الإنجليزية، ما
يتطلب إلمامًا تامًا بهذه اللغة. مضيفًا: المشكلة أن اللغة التقنية التي تُكتَب
بها هذه الأوراق تتطلب لفهمها دراية تامة بهذا المجال. أما ترجمتها فتتطلب ثلاث
مهارات: التمكن من الإنجليزية والماليزية بالإضافة إلى المعرفة الوثيقة بالموضوع
المُترجم، هذه المعرفة لا يكفي فيها الثقافة العامة بل ينبغي أن يكون المترجم على
دراية بأسسه العلمية. ومن الصعوبة بمكان أن تجد من تتوافر فيه هذه المهارات
الثلاث، وبدون ترجمة جيدة فلن يتمكن الطلاب الذين لا يتقنون الإنجليزية من فهم
محتوى هذه الأوراق البحثية.
ولأهمية
هذه المعلومات للبلاد، قررت الحكومة الماليزية مؤخرًا تدريس مادتي العلوم
والرياضيات باللغة الإنجليزية
ماضٍ مشرق
أود
أن أُذَكِّر أنفسنا جميعًا بأن المسلمين كانوا أكثر شعوب الأرض تقدمًا في مجالات
العلوم والرياضيات والطب والفلك... الخ، خلال القرون الأولى من الحضارة الإسلامية.
وتعلموا لغات أجنبية ليتمكنوا من الاطلاع على علوم الأمم غير العربية.
وقد
أقيمت المكتبات العظيمة في بلدان إسلامية كقرطبة وبغداد، وكان على الأوروبيين أن
يتعلموا اللغة العربية ليتمكنوا من الاطلاع على هذه العلوم الكثيرة. ونحن نعلم
بالطبع أن المسلمين اليوم يعانون، وأن الحضارة الإسلامية لم تعد في موقع الريادة
كما كانت في قرون النهضة الإسلامية. وأسباب ذلك تعود إلى تراجع المسلمين عن طلب
العلم، وإقبال الأوروبيين على العلوم العربية واغترافهم من مكتباتها التي كانت
منتشرة في البلدان الإسلامية. وبهذه العلوم تقدمت حضارتهم بسرعة، عن طريق قيامهم
بالعديد من الأبحاث وتطوير علوم جديدة. ويدرك التربويون الماليزيون ضرورة أن
يستعيد المسلمون تلك العلوم التي فقدوها، واستفاد منها الأوروبيون.
ويتم
التركيز اليوم في ماليزيا على فروع العلوم والرياضيات والتكنولوجيا، كما تقوم
الجامعات الخاصة بالتخصص في هذه المجالات، ويُشجع الطلاب على دراسة هذه المواد.
وكما
تَرون لم نعد نفكر في التعليم التطوعي بماليزيا، وقد كان ذلك مفيدًا وضروريًا في
السابق. أما اليوم فقد أصبح التعليم ضرورة ملحة، تحتم على الحكومات أن تدعمه
كأولوية. بحيث لا يمكننا أن ننتظر الأشخاص ليتطوعوا في مجال التعليم. أيضًا يجب أن
يصبح التعليم إجباريًا على الجميع، وأن يصبح أيضًا تعليمًا مستمرًا (Lifelong
Learning ).
وجوب التعليم
كما
ينبغي أن يكون دعم المؤسسات التعليمية من مسؤوليات الحكومة، ويجب ألاّ يُقدَّم
التعليم بوساطة المتطوعين، بل يجب أن يُدرَّب المدرِّسون، ويتلقوا رواتب جيدة.
بالطبع يجب علينا ألاّ نتجاهل دراسة ديننا، لكن تحصيل العلم في مجالات أخرى يجب
أيضًا ألاّ تتجاهله المجتمعات الإسلامية. وقد حث القرآن المسلمين على دراسة العلوم
والرياضيات وغيرهما. وعلى سبيل المثال كان المسلمون الأوائل يعدون العدة للدفاع عن
أنفسهم، وفي عهد النبي كانت الأسلحة عبارة عن سيوف ورماح ودروع، أما اليوم فهذه
الأسلحة لم تعد صالحة لتطبيق وصية القرآن في إعداد العدة للدفاع عن أنفسنا، لكننا
بحاجة اليوم إلى دبابات وطائرات مقاتلة وسفن حربية ومسدسات وصواريخ باليستية،
وغيرها كثير من الأسلحة المعقدة.
صحيح
أنه بإمكاننا شراء كل هذه الأسلحة بالمال، لكن أعداءنا لن يبيعونا الأسلحة التي
ستساعدنا على هزيمتهم. لذلك يجب علينا البحث والاختراع وتصميم وإنتاج أسلحتنا
الخاصة التي تمكننا كمًا وكيفًا من الدفاع عن أنفسنا ضد العدو. ولنقوم بذلك نحتاج
إلى العلوم الرياضية وغيرها، هذه العلوم ليست علومًا دنيوية (Secular
Knowledge )؛ لأننا نستخدمها لتطبيق وصايا القرآن. ومن ثم فإن تحصيل
هذه العلوم، والبحث الذي يجب علينا القيام به مقصود لكي يمكننا من الدفاع عن
أنفسنا، كما ورد في القرآن.
الفهم مفتاح العمل
وهذا
حقًا يعتبر فرض كفاية، وسنأثم جيمعًا إذا لم نُحصل العلوم التي تمكننا من الدفاع
عن أنفسنا. وفي الإسلام لا توجد علوم دنيوية، فكل العلوم بما فيها العلوم الدينية
تحمل صفة الوجوب لاحتياجنا إليها في تحقيق واجباتنا تجاه الأمة (وما لا يتم الواجب
إلاّ به فهو واجب). إذا فهمنا أن الإسلام يأمرنا بهذا التعليم، سنكون أكثر
استعدادًا للقيام بذلك. والأهم من ذلك أننا سنكون مستعدين للتعليم حتى إذا
لم نتلق مقابلاً لذلك.
بكلمات
أخرى.. ينبغي علينا أن نجعل هذه المعرفة متاحة للمسلمين عن طريق بناء المدارس،
وتدريب المدرسين، وإجراء الأبحاث، وتطوير العمل التطوعي.
هناك
مفهوم شائع أن الذين يمارسون العمل التطوعي ينبغي أن يعطوا المال فقط من أجل
التعليم الديني، لاعتقادهم أن الثواب في الآخرة لا يكون إلاّ على هذه الأعمال،
ولهذا يقصرون الإنفاق على المدارس والمؤسسات الدينية فقط، وهم بذلك لا يعملون على
تحقيق الواجب القرآني بالدفاع عن أنفسهم.
أمة واحدة
وتستطيع
حكومات بعض البلدان الإسلامية الصرف على المدارس لتحصيل العلوم التي ذكرتُها. لكن
المسلمين جميعًا ينتمون إلى أمة واحدة، وإلى مجتمع إسلامي واحد، سواء كانوا عربًا
أم ماليزيين أم أفارقة، فماداموا مسلمين فهم جميعًا إخوة. لذلك فواجبنا بدعم
الفقراء من المسلمين لا يقتصر على محيط بلداننا فقط، بل يتعداه ليشمل الدول
المسلمة الأخرى كذلك.
لا
أحب عقد المقارنات، لكننا نعلم أن المسيحيين ينفقون أموالهم لصالح الحملات
التنصيرية والمدارس التي تقوم بهذه المهمة. أكثر من ذلك هم مستعدون للذهاب لأي
مكان في العالم، وإن لم يكن مكانًا مريحًا، ليس فقط ليقدموا التعليم الديني بل
أيضًا العلوم الفرعية الأخرى، وكل المدرسين في هذه المدارس التنصيرية متطوعون. وهم
يخاطرون بحياتهم من أجل هذا العمل التطوعي.
أما
الإسلام فلا يطلب منا هذا النوع من التطوع والتضحية بالحياة، بل يكفي توفير العلم
الذي يحتاجه فقراء المسلمين بهدف تحقيق الواجب الذي يفرضه عليهم دينهم.
التربية على التضحية
ومن
الواضح أن هناك العديد من الآيات القرآنية تحثنا على التضحية من أجل الصالح الشخصي
والعام للأمة، بل إن القيام بالتضحيات هو أحد أهم صفات الإسلام؛ فالتطوع في الأساس
عبارة عن القيام بالتضحيات، لذلك فالتطوع من صلب الإسلام، ولهذا السبب يوجد في
ماليزيا هذا النوع من المؤسسات، مثل جمعية الإغاثة الطبية الماليزية (ميرسي
ماليزيا) (MERCY
Malaysia )، وحينما حدثت كارثة تسونامي هبَّ الماليزيون لتقديم يد
العون ليس فقط بتقديم المساعدة الطبية، لكن أيضًا بإعادة بناء المدارس التي دمرها
تسونامي، وتدريب مدرسين جدد ليحلوا محل من قضوا نحبهم في تلك الكارثة.
هناك
العديد من المنظمات التطوعية المشابهة في بلدان إسلامية عديدة، وبين الجاليات
الإسلامية في الدول الغربية. وللأسف غالبية التعليم الذي يُقدَّم فيها يركز على
المناهج الدينية والعلوم الأساسية فقط. نريد بقية المسلمين أن يتطوعوا لتدشين
جامعات في كل البلدان الإسلامية، وأيضًا في البلدان غير الإسلامية التي استقر فيها
المسلمون. وينبغي أن تقدم الجامعات والمدارس ما يُطلق عليه "التعليم
الدنيوي"، بجانب التعليم الديني. كما ينبغي إشراك غير المسلمين في ذلك أيضًا.
لقد
أنشأت الحكومة الماليزية "الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا"
(International Islamic
University Malaysia )، حيث التعليم الديني
إجباري في المراحل الأولى، لكن أيضًا يجب عل كل الطلاب دراسة العلوم والهندسة
والمعمار والمحاسبة وغيرها. كما تتاح المنح الدراسية للمسلمين الأجانب من (90)
دولة. والمطلوب توفير جامعات كهذه تقدم التعليم الديني والدنيوي، وتديرها هيئات
تطوعية مسلمة.
فريضة القوة
وتحدث
عن ضرورة تطوير العمل التطوعي لمؤازرة الحكومات في تحقيق الفروض الكفائية التي
أمرنا بها الإسلام، مضيفًا: "صحيح أننا نؤدي الزكاة، لكن أهدافنا تكون ضيقة.
فالزكاة يجب ألاّ تكون فقط لصالح من حولنا، لكن لصالح كل المجتمعات الإسلامية في
العالم، ويجب أن يُنظَر للصدقات والزكوات بهذا المنظور. وذلك سيساعد المسلمين حول
العالم لتحقيق ما أمرهم الله به، وسيخرجهم من الجهل ليصبحوا أمة إسلامية قوية.
يجب
علينا أن نهتم بالمساجد حول العالم ليتمكن المسلمون من الصلاة، لكن ذلك وحده لن
يكون كافيًا، بل يجب علينا أيضًا أن نوفر التعليم الذي يضمن في النهاية تأمين
احتياجات المسلمين ليس فقط في حالة الحرب بل في كل المجالات. إذا ما تعلم المسلمون
ودرسوا كيفية حرب الأعداء سيقوى إيمانهم، أما إذا كنا ضعفاء وفقراء فربما نفقد
أيضًا الإيمان، وسنقع في براثن الإرهاب وغيره من الممارسات غير الإسلامية لتغذية
شعورنا بالغضب.
إن
شاء الله بهذه الأعمال التطوعية في مجال التعليم يمكننا استعادة مجد حضارتنا
الإسلامية القديمة.
(د.
مهاتير محمد ترجمة علاء البشبيشي، مكانة وأهمية التطوع في مجال التعليم..
تجربة ماليزيا، http://www.islamtoday.net/)
هذه
الكلمات التي ألقاها رئيس وزراء ماليزيا الأسبق د. مهاتيرمحمد عما واجهته الحكومة
الماليزية من صعوبات ور كذلك ذكر أهمية العمل الجماعي التطوعي والذي كان من أسباب
وصول ماليزيا لما وصلت إليه من التقدم والتطور في الجانب التعليمي وغيره من
الجوانب ، وفوق هذا وذاك فإن للتعليم في ماليزيا أهدافا يمكن ذكرها على النحو
التالي، أورد (فهمي،1985م،ص509) ما يلي:
1- تربية الأجيال الجديدة من الشباب والأطفال من مختلف الجنسيات
تربية جديدة بحيث يكون سكان البلاد أمة واحدة وشعباً واحداً حتى يتوفر للأمة
الاستقرار .
2- توجيه التعليم توجيهاً قومياً يتفق مع الحكم الوطني .
3- التخطيط الشامل بعيد المدى للتعليم مما يجعله أداة للتنمية
القومية الشاملة .
4- العناية بالتعليم الابتدائي وتعميمه ورفع مستواه استناداً إلى أنه
يمثل الحد الأدنى من التعليم الذي لا غنى عنه للنهوض بالأطفال ليكونوا مواطنين
مستنيرين قادرين على شق طريقهم في البيئة التي يعيشون فيها .
5- التوسع الكمي في مختلف مراحل التعليم لتحسين نوعية التعليم المقدم
فيها،وتطوير المناهج واعتبار التعليم ضرورة من ضرورات الحياة كالماء بالنسبة
للنبات .
6- الاهتمام بتعليم الفتاة والتوسع فيه استناداً إلى أن المرأة نصف
المجتمع وعلى حسن تربيتها تقوم التربية السليمة للأطفال .
7- العناية بالتعليم الديني لأنه وسيلة غرس العقيدة في الإنسان وإذا
صلحت العقيدة صلح الفرد .
8- الاهتمام بالتعليم الجامعي وإنشاء مؤسساته والتوسع فيها ورفع
مستواها .
9- التوسع في التعليم الفني ومعاهد إعداد المعلمين بجميع أنواعها حتى
تتوافر الأيدي العاملة المدربة في مختلف التخصصات .ويتوافر المعلم الذي يقوم
بتعليم أبناء وطنه.
وقد ذكرت (الصالح،1999م،ص142) أن التعليم في ماليزيا يهدف بشكل عام
إلى ما يلي :
1- إعداد المواطنين بصورة أكثر ديناميكية وإنتاجية لمواجهة تحديات
القرن القادم في عملية التنمية الوطنية نحو تحقيق وضع صناعي جديد.
2- إعداد الأفراد إعداداً عقلياً وروحياً وعاطفياً وجسمياً قائماً
على الإيمان بالله وطاعته.
3- تزويدهم بالمعارف والمهارات والقدرات ليتحملوا المسؤولية والقدرة
على المساهمة في وحدة ورخاء الأسرة والمجتمع والوطن كلل.
4- تنمية ملكات الأفراد وميولهم ومواهبهم والارتفاع بقدراتهم
ومهاراتهم .
5- ترسيخ الانتماء الديني وتعزيز الاتجاهات الفكرية والثقافية
والسلوكية المبنية على قيم الدين والتراث الحضاري (وزارة المعارف ،1423هـ،ص40) .
ومن أهم السياسات التعليمية التي انتهجتها الحكومة الماليزية،كما يذكر(
بشير ،2003م )ما يلي:
1- التزام الحكومة بمجانية التعليم الأساسي .
2- الاهتمام بالتعليم ما قبل المدرسة (رياض الأطفال) .
3- تركيز التعليم الابتدائي على المعارف الأساسية والمعاني الوطنية .
4- توجيه التعليم الثانوي نحو خدمة الأهداف القومية .
5- العناية بتأسيس معاهد تدريب المعلمين والتدريب الصناعي .
6- التوافق مع التطورات التقنية والمعلوماتية .
7- توظيف التعليم الجامعي لخدمة الاقتصاد .
8- الربط بين التعليم وأنشطة البحوث .
9- الانفتاح على النظم التعليمية المتطورة .
10- الاهتمام بتعليم المرأة .
وقد جاء في
(دليل التربية الماليزية ،2003م ،ص23) أن ماليزيا تخطط لجعل التعليم قطاعاً
إنتاجياً خلاقاً لأجيال كثيرة تأخذ دورها في الحياة .وتسعى لاستكمال مخططها
الاستراتيجي عام 202م الذي يهدف إلى الوصول بماليزيا إلى مجتمع المعلوماتية .
الجهة المشرفة على التعليم (إدارة نظام التعليم ) :
إدارة التعليم في ماليزيا مركزية قومية ،وهو أحد مسؤوليات الحكومة
الفيدرالية .(القنصلية الماليزية ،2003م) وتتم على أربعة مستويات مختلفة ،كما
أوردها (فرج،1988م،ص77) و(الصالح ،1999م ،ص142) فيما يلي:
1- المستوى الفيدرالي (المركزي) وزارة التربية هي المسؤولة عن ترجمة
السياسة التعليمية إلى خطط وبرامج ومشروعات تربوية وفقاً للطموحات والأهداف
القومية .وتضع الوزارة أيضاً الإرشادات لتنفيذ وإدارة برامج التعليم على المستوى
الفيدرالي .ويرأس الوزارة وزير التربية ويعاونه اثنين من الوكلاء إلى جانب المدير
العام المسؤول عن إدارة الأمور المهنية التخصصية بالوزارة ، والسكرتير العام
للتعليم المسؤول عن الأمور الإدارية بالوزارة .وتتبع الوزارة نظام اللجان في
إجراءاتها لاتخاذ القرار،وتعد لجنة التخطيط التربوي أعلى جهاز لاتخاذ القرار
ويرأسها وزير التربية .وتتكون الوزارة من (20) قسماً (12) منها تخصصية و (8)
أقسام إدارية ، وهي على النحو التالي :
* قسم البحوث والتخطيط التربوي
. * قسم المدارس
. *
قسم إعداد المعلمين .
* قسم
تطوير المناهج
.
* قسم نقابة الامتحانات . * قسم مراقبة المدارس الاتحادية
* قسم التعليم الفني والمهني
.
* قسم تكنولوجيا التعليم . * قسم التعليم الإسلامي .
* قسم تسجيل المدارس
والمعلمين. * قسم الكتب
المدرسية. * معهد أمين الدين .
* قسم الإدارة
.
* قسم الخدمات
. * قسم
المالية والمحاسبة .
* قسم التنمية والتزويد .
* قسم التعليم العالي . *
قسم الشؤون الخارجية .
* قسم البعثات والتدريب
.
* قسم خدمات الحاسوب.
2- مستوى
الولاية : يوجد في كل ولاية من الولايات الأربع عشر في ماليزيا إدارة
للتعليم يرأسها مدير التعليم وهو مهني وهو مسؤول عن تنفيذ البرامج والمشروعات
والأنشطة التعليمية في الولاية ،والوظيفة الإدارية الرئيسية لإدارة التعليم في
الولاية هي تنظيم وتنسيق وإدارة المدارس في الولاية فيما يخص الموظفين والهيئة
التعليمية والشئون المالية وتطوير المباني .وتتولى هذه الإدارة مسؤولية الإشراف
على تنفيذ البرامج التعليمية في الولاية وصياغة وتنفيذ خطط التطوير التربوي
للولاية وتقدم هذه الإدارة تغذية راجعة للمعلومات باستمرار للوزارة حسب الضرورة
حول التطبيق المرن لسياسة التعليم الوطنية .ويرى الكاتب أن هذا التنظيم يشابه
الإدارة العامة للتعليم لدينا .
3- المستوى
المحلي (مكاتب التعليم في المقاطعة / المنطقة ) : مكاتب التعليم في
المنطقة هي امتداد لإدارة التعليم في الولاية وتشكل حلقة الوصل بين المدرسة وإدارة
التعليم في الولاية وتساعد هذه المكاتب في الإشراف على تنفيذ البرامج والمشروعات
والأنشطة التعليمية في المدارس بالمنطقة وهذا من وجهة نظر الكاتب يشبه إدارة
التعليم ومراكز الإشراف التربوي في المملكة .
4- المستوى الإجرائي (المدرسة) : ويتولى مدير المدرسة إدارة الأعمال اليومية بالمدرسة
وتشمل واجبات المدير بشكل أساسي إدارة المدرسة بشكل عام ،والإشراف على تطبيق
المناهج الدراسية وفقاً لسياسة التعليم الوطنية وبرامج التعليم الإضافية وخدمات
الدعم .ويقوم المدير بالإشراف على الأنشطة المنهجية المصاحبة وتعزيزها وقيادة
المدرسة مهنياً.ويوجد في كل مدرسة في ماليزيا جمعية للآباء والمعلمين ،حيث تقدم
هذه الجمعيات الدعم والمساعدة في إدارة المدرسة،وتعزيز التعاون بين المدرسة
والمجتمع.(الصالح،1999م،ص149).
تمويل التعليم في ماليزيا :
تتولى الحكومة الفيدرالية مسؤولية تمويل التعليم في البلاد ،فقد ذكر
(بشير،2003م) أن الحكومة الماليزية حرصت منذ أخذت البلاد استقلالها في عام 1957م
على تقديم خدمات التعليم الأساسي مجاناً ،وبلغ دعم الحكومة الاتحادية لقطاع
التعليم ما يصل في المتوسط إلى 20.4% سنوياً من الميزانية العامة للدولة .والجدول
التالي يوضح النفقات الحكومية المركزية على التعليم بالدولار الأمريكي (1996م
–2000م ) .
النفقات الحكومية المركزية على التعليم
(بالدولار الأمريكي ) 1996م –2000م
نوع الإنفاق
|
1996م
|
2000م
|
إجمالي النفقات العامة على التعليم
|
2.9 مليار
|
3.7 مليار
|
إجمالي النفقات على التعليم كنسبة من إجمالي النفقات
|
21.7 %
|
23.8%
|
العائد السنوي نظير تكلفة الطالب :
|
||
المدرسة الابتدائية
|
318
|
408
|
المدرسة الثانوية
|
448
|
597
|
المدرسة الفنية والمهنية
|
1606
|
2160
|
وتوضح النفقات الحكومية على التعليم بصفة عامة أهمية تنمية الموارد
البشرية والدور الذي يمكن أن يلعبه التعليم في تطور البلاد .
وقد أنُفقت
هذه المبالغ على بناء مدارس جديدة ،ومعامل للعلوم والكمبيوتر والمدارس الفنية
الجديدة وقروض لمواصلة التعليم العالي داخل وخارج البلاد.وتذكر
(الصالح،1999م،ص150) أن وزارة التربية تخصص 82.5% تقريباً من مصروفاتها للنفقات
الجارية ، و17.5% لنفقات التطوير.ويلاحظ أن التعليم يحظى باهتمام كبير ويأتي في
مقدمة الخدمات من حيث الإنفاق،ومن ثمار هذا الاستثمار السخي على التعليم ،كما يذكر
(بشير،2003م ) أن وصل عدد الذين يعرفون القراءة والكتابة في عام 2000م
حوالي (93.8%) من إجمالي
السكان مقارنة بنحو (53%) عام 1970م ،وهي من النسب العالية في العالم ،وأن حوالي
99% من الأطفال الذين بلغوا العاشرة من أعمارهم قد قيدت أسماؤهم بالمدارس،و 92% من
طلاب المدارس الابتدائية انتقلوا إلى الدراسة في المرحلة الثانوية .وهذا يعني أن
نسب التسرب والفاقد التعليمي قليلة جداً مقارنة بدول أخرى .
بنية وتنظيم نظام التعليم :
التعليم في ماليزيا مجاني ولكنه ليس إلزامياً ومعظم المدارس في البلاد
حكومية أو مدارس تدعمها الحكومة ،ويبدأ التعليم في المرحلة ما قبل الابتدائية
(التمهيدية) إلى المراحل العليا .(القنصلية الماليزية ،2003م ) ويتكون التعليم
النظامي في ماليزيا ،كما تذكر (الصالح ، 1999م ،ص150) من أربع مراحل يبدأ من
المرحلة الابتدائية ومدتها ست سنوات ، والمرحلة الثانوية الدنيا ومدتها ثلاث سنوات
،يليها سنتان للمرحلة الثانوية العليا ، وسنتان لمرحلة ما بعد الثانوية (يطلق
عليها الصف السادس) أي أن المرحلة الثانوية العليا تتكون من مرحلتين (2+2) في كلا
القطاعين الأكاديمي والاختصاصي . (القنصلية الماليزية ،2002م ،ص1)و(فرج ،1988م
،ص77) .
بينما يرى
(بشير ،2003م) أنه كنتيجة منطقية للدعم والتسهيلات الكبيرة التي تقدمها الدولة فإن
إلزامية التعليم أصبحت من الأمور التي لا جدال فيها ، ويعاقب القانون الماليزي
اليوم الآباء الذين لا يرسلون أبناءهم إلى المدارس .
أ - التعليم ما قبل المدرسة (مرحلة الرياض):
اهتمت الحكومة بالتعليم فيما قبل المدرسة واعتبر قانون التعليم لسنة
1996م التعليم فيما قبل المدرسة جزءاً من النظام الاتحادي للتعليم ويشترط أن تكون
جميع دور الرياض وما قبل المدرسة مسجلة لدى وزارة التربية ، ويلزم كذلك تطبيق
المنهاج التعليمي المقرر من قبل الوزارة ويتضمن ذلك المنهاج خطوطاً عريضة وموجهات
عامة لهذه الرياض تتعلق بإلزامية تعليم اللغة الرسمية للبلاد ، بجانب السماح
باستعمال اللغة الإنجليزية ولغات المجموعة العرقية في ماليزيا (الصينية ، والهندية
) ومنهجية التعليم وطرائق الإشراف التربوي والتوجيه الاجتماعي والديني .
وتوجد العديد من المدارس فيما قبل المدرسة وتدار بواسطة الوكالات الرسمية
والمنظمات الشعبية والقطاع الخاص ومن أشهر الهيئات التي تقدم خدمات التعليم فيما
قبل المدرسة الاتحاد الحكومي للمؤسسات ما قبل المدرسة الذي ظل يقدم خدماته منذ
العام 1960م ،واتحاد دور رياض الأطفال الماليزية الذي تنتشر خدماته في المدن
والمناطق الحضرية ،من عام 1976م .
ويبلغ عدد رياض الأطفال العامة(1076)وعدد التلاميذ (27883)،وعدد المعلمين
(1699)، وعدد الفصول (1189) .أما عدد الرياض الخاصة فقد بلغت (2161) حسب إحصاءات
وزارة التعليم الماليزية .(بشير،2003م ).
ب- التعليم الابتدائي :
يركز التعليم الابتدائي كما أشار وكيل وزارة التربية على تعليم التلاميذ
القراءة والكتابة والعلوم .(وزارة المعارف ،1423هـ،ص41) .وذكر (بشير ،2002م)
(وفرج،1988م،ص70) أن مرحلة التعليم الابتدائي تبدأ في السن السادسة من عمر الطفل
وتستمر ست سنوات ويراعي النظام التعليمي تعدد الأعراق في البلاد ،فهناك نوعان من
المدارس هما المدارس القومية ،والمدارس المحلية يسمح في المدارس المحلية باستخدام
لغات صينية أو هندية إلى جانب اللغة الرسمية ،وكلها مدارس تتبع المنهج الحكومي
للتعليم ،وقد ارتفع معدل المدرسين بالنسبة إلى الطلاب في المدارس الابتدائية من
مدرس مقابل (20) طالباً في عام 1990م إلى مدرس مقابل (18) طالب عام 2000م .
وبذلت وزارة التربية والتعليم جهوداً ناجحة في بناء المدارس وتهيئتها على
أحسن وجه من ناحية البنية المدرسة والوسائل التعليمية والخدمات الملحقة
بالمدرسة،فضلاً عن تدريب المدرسين وتأهيلهم ومواكبة المقررات الدراسية وطرق
التدريس المعاصرة والتوافق مع متطلبات العملية التربوية السليمة .
أهداف التعليم الابتدائي :
1- بناء المهارات الأساسية للأطفال (القراءة ،الكتابة ،الحساب
) والعلوم .
2- تنمية النواحي العقلية والجسدية والنفسية عبر أسلوب التعليم
المتمركز حول الطفل.
3- الاهتمام بالاحتياجات الفردية للطفل من خلال الأنشطة العلاجية
والإثرائية.
(وزارة
المعارف،1423هـ،ص41)
جـ - التعليم الثانوي :
تقدم مدارس المرحلة الثانوية تعليماً شاملاً ،حيث يشتمل المقرر الدراسي
كثيراً من المواد الدراسية مثل العلوم والآداب والمجالات المهنية والفنية التي
تتيح للطلاب فرصة تنمية وصقل مهاراتهم .وتمر المرحلة الثانوية أولاً:بالمدارس
الثانوية الدنيا (شبيهة بالإعدادية أو المتوسطة في البلاد العربية ) وثانياً :
المدارس الثانوية العليا(شبيهة بالمدارس الثانوية )
وترى (الصالح ،1999م،ص54) أن المسار الفني في المرحلة الثانوية يقدم
تعليماً عاماً مع تركيز المنهج على الأسس الفنية ،ويقّوم الطلاب في نهايته أيضاً
امتحان شهادة التعليم الماليزية .والمسار المهني يؤهل الطلاب للحصول على الشهادة
الماليزية للتعليم المهني .
ثالثاً : مرحلة ما بعد الثانوية : (الثانوية المتأخرة ): تعد هذه المرحلة
الطلاب للالتحاق بالجامعات المحلية والأجنبية ومعاهد التعليم العالي الأخرى ،ويوجد
في ماليزيا نوعان من البرامج التي تقدمها هذه المرحلة هي كالتالي :
1- برنامج الصف السادس : ومدة الدراسة في هذا البرنامج سنتان يعد
لامتحان عام بعد الثانوية .
2- برنامج امتحان القبول في الجامعات : عبارة عن صفوف تحضيرية مصممة
بشكل خاص لتمكين الطلاب من تقديم الامتحانات التي تعقدها جامعات معينة لتحقيق
متطلبات القبول بها ،ومدة الدراسة في هذا البرنامج تتراوح ما بين سنة إلى سنتين
حسب الجامعة التي تقدم البرنامج وهذه المرحلة،كما يذكر(سليمان،1979م، ص459) تعتبر
مرحلة انتقائية ،حيث تختار طلابها من المتفوقين من خريجي المرحلة السابقة .أما غير
المتفوقين أو الذين يحصلون على درجات أقل فيلتحقون بالمدارس المهنية أو الفنية .
أهداف المرحلة الثانوية :
1- تقديم تعليم عام لجميع الطلاب باستخدام الطريقة المتكاملة التي
تدمج المعارف والمهارات والقيم والنظرية والتطبيق والمنهج والأنشطة المصاحبة
للمنهج وثقافة المدرسة.
2- اكتساب المعارف والمهارات التي تعزز من تنمية قدرات التفكير
وتمكين الطلاب من عملية التحليل والتركيب والتفسير واستنتاج النتائج وطرح الأفكار
البناءة والمفيدة.
3- التركيز على اكتساب القيم الأخلاقية والاستعمال السليم للغة
المالاوية واكتساب المعارف وتعزيز مهارات التفكير .(الصالح ،1999م ،ص164) .
وفي مستوى الثانوية العليا يوجه الطالب إلى تحصيل المزيد من مواد التخصص
لاسيما التعليم الفني والمهني،وهناك العديد من المدارس الفنية والمهنية الثانوية
التي تعتبر خطوة مبكرة لتدريب الطالب على العمل ويحصل الطالب فيها على الشهادة
الماليزية التي تؤهل الطلاب للخروج إلى سوق العمل .
والجدول التالي يوضح أعداد المدارس الابتدائية والثانوية وأعداد الطلاب
والمعلمين،حسب إحصائية عام 2001م.
بيانات حول المدارس الابتدائية والثانوية
للسنوات 1999م –2001م
المدارس
|
1999م
|
2000م
|
2001م
|
أولاً : المدارس الابتدائية :
|
|||
عدد المدارس
|
7152
|
7217
|
7305
|
عدد الطلاب
|
2897927
|
2931847
|
2932141
|
عدد المعلمين
|
157415
|
154920
|
157985
|
عدد الفصول الدراسية
|
89826
|
91766
|
92788
|
ثانياً : المدارس الثانوية :
|
|||
عدد المدارس
|
1586
|
1641
|
1713
|
عدد الطلاب
|
1957483
|
1986334
|
2015579
|
عدد المعلمين
|
106031
|
108892
|
115098
|
عدد الفصول الدراسية
|
55268
|
57533
|
58748
|
تنظيم العام الدراسي :
تعمل المدارس في ماليزيا حسب نظام الفصلين الدراسيين ،ويبدأ العام الدراسي
في الأسبوع الأول من شهر ديسمبر حتى نهاية شهر أكتوبر من العام التالي ،وعدد أيام
الدراسة في المدارس (210) يوماً في السنة (42) أسبوعاً .تبدأ المدارس عادة في
الساعة 7.45 صباحاً ، حتى الساعة 1.30وتعمل الكثير من المدارس الماليزية وبخاصة
تلك التي تقع في المناطق الريفية ضمن نظام الفترتين (صباحية ومسائية ) (الصالح
،1999م ،ص161) وترتبط معظم العطلات الرسمية بالتقويم الإسلامي ولكن العطلات
الرئيسة حسب التقويم الميلادي والصيني تجد عناية قصوى لديهم .(الموسوعة العربية
العالمية ،14 ،ج22 ،ص134) .وأثناء الإجازة يلزم الطالب بالاشتراك في أحد النشاطات
التالية: (الجيش ، الشرطة ،الكشافة ) في معسكرات تدريبية خارج المدينة .(وزارة
المعارف ،1419هـ،ص19) .
المناهج والخطط الدراسية :
يركز المنهج الوطني الماليزي ،كما ذكر وكيل وزارة التربية " في
الأساس على دعم الوحدة الوطنية ولتحقيق هذا الهدف يعتمد اللغة المالاوية لغة رئيسة
في التدريس ، ويطبق النظام التربوي منهجاً واحداً في جميع المدارس،ورغم ذلك يسمح
النظام بالتنوع الثقافي للمجموعات العرقية المختلفة فيتيح لها إمكانية استخدام
لغاتها الأخرى في التعليم من خلال أنماط المدارس الوطنية " .ويؤكد المبدأ
الأساسي لصنع المنهج الوطني على الأسلوب التكاملي في عملية تخطيط المنهج وبنائه
،ولذا فهو يركز على تطوير المهارات الأساسية وإكساب المعرفة وبناء الاتجاهات ثم
على الاستعمال الصحيح للغة المالاوية واللغات الأخرى مثل الإنجليزية والصينية
والتأميلية .
ويبرز التركيز على الأسلوب التكاملي لمدارس المرحلتين الابتدائية
والثانوية ، حيث تدمج عناصر المعرفة والمهارات والقيم لتحقيق تطور متكامل للنواحي
العقلية والروحية والوجدانية والجسدية لدى الطلاب .(وزارة المعارف ،1423هـ،ص41) .
ويتولى مركز تطوير المناهج بوزارة التربية ،كما ذكرت (الصالح ،1999م
،ص161) مسؤولية صياغة المناهج الدراسية لجميع المدارس في ماليزيا ،ويعتمد المركز
في ذلك الأهداف والفلسفة والتربية الوطنية،ويتم تطوير المناهج الدراسية مركزياً
بمشاركة عدد من الممثلين عن المعلمين والتربويين والمسؤولين بمكاتب التعليم في
الولاية والمناطق .وفيما يلي وصف للمناهج الدراسية حسب المرحلة ونوع التعليم :
أ – مناهج المرحلة الابتدائية :
تهدف مناهج التعليم الابتدائي إلى إكساب التلاميذ المهارات الأساسية في
القراءة والكتابة والحساب ،وتنميتهم جسدياً وعقلياً ونفسياً ،ويتحقق ذلك من خلال
أسلوب التعليم المتمركز حول الطفل ويشمل ذلك استراتيجيات التعليم والتعلم التي
تستخدم طرق متنوعة مثل التجميع المرن للطلاب والملائم لتدريس مهارات معينة
والاهتمام الكبير بالاحتياجات الفردية للطفل من خلال الأنشطة العلاجية الإثرائية
وتكامل المهارات والمعارف في الدروس التي يتم تدريسها للطلاب .واستخدام المواد
المتنوعة .ويتم توجيه الطلاب نحو العلوم والتكنولوجيا من خلال مادتي (الإنسان
والبيئة ) و(المهارات الحياتية) وتقدم كلتا المادتين ابتداءً من الصف الرابع
الابتدائي .(الصالح،1999م،ص161).وتبلغ عدد الحصص الأسبوعية الدراسية في الحلقة
الأولى من التعليم الابتدائي (الأول ،الثاني،الثالث) (45) حصة أسبوعياً ،ومدة كل
حصة (30) دقيقة ، وفي الحلقة الثانية (الرابع ،الخامس،السادس) (48) حصة أسبوعياً
،مدة كل حصة (30) دقيقة.والجدول التالي يوضح بنية المنهج للمرحلة
الابتدائية في ماليزيا .
بنية المنهج الدراسي للمرحلة الابتدائية في
ماليزيا
مجال الدراسة
|
مكونات المنهج
|
المواد الدراسية
|
|
الحلقة الأولى
(الصفوف 1-3)
|
الحلقة الثانية
(الصفوف 4-6)
|
||
الاتصال
|
المهارات الأساسية
|
اللغة المالاوية
اللغة الإنجليزية
اللغة الصينية
اللغة التأميلية
|
اللغة المالاوية
اللغة الإنجليزية
اللغة الصينية
اللغة التأميلية
|
الرياضيات
|
الرياضيات
|
||
الإنسان وبيئته
|
القيم والمواقف الروحية
العلوم الإنسانية والبيئية
|
التربية الإسلامية
التربية الأخلاقية
|
التربية الإسلامية
التربية الأخلاقية
|
-
-
|
العلوم
الدراسات المحلية
|
||
التنمية الذاتية
|
المهارات الحياتية
الفنون والترويح
|
-
|
المهارات الحياتية
|
التربية الموسيقية
|
التربية الموسيقية
|
||
التربية الفنية
|
التربية الفنية
|
||
التربية الصحية والبدنية
|
التربية الصحية والبدنية
|
||
المهج المصاحب
|
|||
عدد الحصص الدراسية في المرحلة الابتدائية في
ماليزيا
المـادة / النشاط
|
الحلقة الأولى
(الصفوف 1-3)
|
المادة الثانية
(الصفوف 4-6)
|
اللغة المالاوية
|
15
|
11
|
اللغة الإنجليزية
|
8
|
7
|
الرياضيات وممارسة التجارة
|
7
|
7
|
الإنسان وبيئته
|
-
|
8
|
التربية الإسلامية والأخلاقية
|
6
|
6
|
الموسيقى
|
2
|
2
|
التربية الفنية
|
2
|
2
|
التربية البدنية
|
2
|
2
|
المنهج المصاحب
|
2
|
2
|
المؤتمر / الاجتماع
|
1
|
1
|
المجموع
|
45
|
48
|
ب- المناهج المتكاملة للتعليم الثانوي :
تعد المناهج
المتكاملة للتعليم الثانوي ،كما تذكر (الصالح )،امتداداً لمناهج التعليم الابتدائي
والتي تطبق في جميع صفوف التعليم الثانوي الدنيا والعليا في جميع أنحاء البلاد .ويركز
المنهج على اكتساب المعارف والمهارات التي تعزز من تنمية قدرات التفكير لتمكين
الطلاب من عملية التحليل والتركيب والتفسير واستنتاج النتائج والاستعمال السليم
للغة المالاوية لاكتساب المعارف وتعزيز مهارات التفكير (الصالح،1999م،ص164).
1- مناهج المرحلة الثانوية (الدنيا) :
توفر المناهج المتكاملة للمرحلة الثانوية الدنيا تعليماً عاماً للجميع
وتضم مواد أساسية تتكون من اللغة الملاوية واللغة الإنجليزية،والرياضيات،والتربية
المهنية،والعلوم والجغرافيا،والدين الإسلامي،والتربية الأخلاقية،والتربية البدنية
والصحية ،ومواد إضافية تشمل اللغة الصينية واللغة التأميلية .
وتقدم هذه المرحلة أيضاً مادة المهارات الحياتية وتنقسم إلى قسمين هما :
الأساسي : ويتكون من المهارات اليدوية ،والتجارة ،والحرف اليدوية
،والتربية الأسرية .
الاختياري : ويتكون من المهارات اليدوية الإضافية والاقتصاد
المنزلي،والزراعة ،ويشترط على الطالب اختيار مجال واحد من مادة المهارات الحياتية
.
وعدد الحصص الدراسية في هذه المرحلة (45) حصة أسبوعياً،مدة كل حصة (40)
دقيقة والجدول الآتي يبين المواد الدراسية وعدد الحصص الأسبوعية لهذه المرحلة .
المنهج المتكامل للمرحلة الثانوية الدنيا في
ماليزيا
المواد الأساسية
|
عدد الحصص الأسبوعية
|
اللغة المالاوية
|
6(5 اللغة + الأدب )
|
اللغة الإنجليزية
|
5 ( 4 اللغة + الأدب)
|
التربية الإسلامية
|
4 (3 الدين + العملي
)
وحصتين إضافيتين للمنهج المصاحب
|
التربية الأخلاقية
|
3
|
الرياضيات
|
5
|
العلوم
|
5
|
التاريخ
|
3
|
الجغرافيا
|
3
|
التربية البدنية والصحية
|
2
|
التربية الفنية
|
2
|
مهارات الحياة المتكاملة
|
4
|
المواد الإضافية
|
عدد الحصص الأسبوعية
|
اللغة الصينية
|
3
|
اللغة التأميلية
|
3
|
2- المناهج المتكاملة للمرحلة الثانوية العليا :
أ – مناهج المدارس الأكاديمية :
يدرس في هذه المدارس نفس المواد الأساسية التي تدرس في المرحلة الثانوية
الدنيا ماعدا مادة الجغرافيا والتربية الفنية والمهارات الحياتية .وتعتبر اللغة
الصينية واللغة التأميلية مواد اختيارية إضافية في هذه المرحلة .بينما يذكر (بشير
،2003م) أن الطلاب في مستوى الثانوية العليا يوجهون إلى تحصيل المزيد من مواد
التخصص،لاسيما التعليم الفني والمهني .وتصنف المواد الاختيارية تحت أربعة مجموعات
هي : العلوم الإنسانية،والمواد المهنية ،والتكنولوجيا والعلوم ،والتربية الإسلامية
.وتدرس مادة الجغرافيا والتربية الفنية كمواد اختيارية ضمن مجموعة العلوم
الإنسانية وتشمل المهارات الحياتية عدداً من المواد الاختيارية مثل مبادئ المحاسبة
والعلوم الزراعية ،والاقتصاد المنزلي التي تقع ضمن مجموعة المواد المهنية
والتكنولوجيا .
وقد وضعت شروط معينة لاختيار المواد الاختيارية لضمان حفظ التوازن بين
المجموعات الاختيارية الأربع ،بالإضافة لذلك يكون التسجيل في مادة من مواد
المجموعة الثانية الاختيارية (المواد المهنية والتكنولوجيا ) إلزامياً. وذلك كما
يوضح الجدول التالي .
بنية المنهج الدراسي للمرحلة الثانوية العليا
(الأكاديمية ) في ماليزيا
المواد الأساسية
|
عدد الحصص الأسبوعية
|
المواد الأساسية
|
عدد الحصص الأسبوعية
|
اللغة المالاوية
|
6(5 اللغة + الأدب )
|
دراسات الهندسة المدنية
|
4
|
اللغة الإنجليزية
|
5(4 اللغة + الأدب )
|
دراسات الهندسة الكهربائية الإلكترونية
|
4
|
التربية الإسلامية
|
4( 3 الدين+العملي )
|
دراسات الهندسة الميكانيكية
|
4
|
التربية الأخلاقية
|
3
|
الرسم الهندسي
|
4
|
الرياضيات
|
5
|
تكنولوجيا الهندسة
|
4
|
العلوم
|
4
|
المجموعة الثالثة (العلوم ) :
|
|
التاريخ
|
3
|
العلوم الإضافية
|
4
|
التربية البدنية والصحية
|
2
|
الفيزياء
|
4
|
المجموعة الأولى:(العلوم الإنسانية )
|
الكيمياء
|
4
|
|
الأدب المالاوي
|
3
|
الأحياء
|
|
الأدب الإنجليزي
|
3
|
المجموعة الرابعة (الدراسات الإسلامية):
|
|
الجغرافيا
|
3
|
التصور
|
4
|
التربية الفنية
|
3
|
القرآن والسنة
|
4
|
المجموعة الثانية :(المواد المهنية والتكنولوجيا )
|
التاريخ الإسلامي
|
4
|
|
مبادئ المحاسبة
|
4
|
||
مبادئ الاقتصاد
|
3
|
||
التجارة
|
3
|
||
العلوم الزراعية
|
4
|
||
الاقتصاد المنـزلي
|
4
|
||
الرياضيات الإضافية
|
4
|
ب – مناهج المدارس الفنية والمهنية :
يقرر في المدارس الفنية والمهنية بعض المواد الأساسية التي تدرس في المواد
الأكاديمية، وهي:
[ اللغة المالاوية ،اللغة الإنجليزية ،العلوم ،الرياضيات ،التربية
الإسلامية التربية الأخلاقية ] ويمكن الاختيار من المواد التالية حسب المجال
المحدد لكل منهم :المواد الاختيارية للمجال الفني [الفيزياء ،الكيمياء ،الرسم
الهندسي، الجغرافيا الرياضيات الإحصائية]المواد الاختيارية للمجال الزراعي:[
الفيزياء ،الكيمياء،الإحصاء ،العلوم الزراعية ، الرياضيات الإضافية الجغرافيا ]
المواد الاختيارية للمجال التجاري:[ مبادئ المحاسبة ،التجارة ،الرياضيات ،
الإضافية الجغرافيا الفيزياء الكيمياء ] (الصالح،1999م ،ص169).
وفي المدارس المهنية الثانوية تدرس المواد الأساسية السابق ذكرها في
المدارس الفنية عدا مادة العلوم ويتم اختيار مواد من المجالات التالية :
[ الهندسة والاقتصاد المنزلي ،والتجارة،والزراعة ،الهندسة ] ويمكن أن
يختار من المواد الدراسية التالية:
مجال
الهندسة ويختار الطالب من المواد التالية:[ الكهرباء ،الإلكترونيات ،ورش
العمل،اللحام وصناعة الحديد ميكنة السيارات ،إنشاء المباني،التبريد ،التكييف ]مجال
الاقتصاد المنزلي :ويمكن أن يختار من المواد التالية : التمرين ،تصميم الملابس
،التجميل،رعاية الأطفال الخياطة وصنع الحلويات ].مجال التجارة : ويمكن أن يختار من
المواد التالية :[ إدارة المكاتب ،إدارة الأعمال] مجال الزراعة :ويمكن أن يختار من
المواد التالية :[ زراعة نباتات الزينة والحدائق،ميكنة الحقول إدارة الحقول
] .
وتقدم المدارس المهنية أيضاً برامج تدريبية قصيرة المدى في المهارات
تتراوح مدتها من ستة أشهر إلى سنة واحدة.ومن ضمن المقررات التي تقدم في هذه
البرامج :[ التصليح الميكانيكي ،اللحام ، خدمات الراديو والتلفزيون ،السمكرة
،صناعة الأثاث ،صيانة الأجهزة،التبريد والتكييف].
( بشير،2003م
)( الصالح 1999م ،ص171) .
البرامج المصاحبة للمنهج :
تعد البرامج المصاحبة للمنهج جزء مكملاً للمنهج المدرسي وتوفر المدارس
ثلاثة أنواع من هذه البرامج وهي الجمعيات : وتضم عدداً من البرامج والنوادي منها
بعض الأندية المبتكرة مثل نادي العلاقات العامة ،نادي العلاقات الدولية،نادي
الصحافة ،نادي رجال الأعمال الناشئين،وغيرها من الأندية التي تسهم في الإعداد
للعمل أو تشجع على التفكير والحوار لدى الطلاب.
1- فرق الزي الموحد (الجهات الموحدة ) وفنون الدفاع عن النفس
مثل : الكشافة ،الإطفاء ، العسكرية ،الكاراتيه ،التايكوندو ،والمشاركة في واحد
منها إلزامي سواء خلال الدراسة أو الإجازة الصيفية .
2- نوادي الألعاب الرياضية : ويلزم المعلمون بالمشاركة في
الأنشطة وفق خطة تعدها المدرسة .
(وزارة
المعارف ،1419هـ،ص30).
وتطبق هذه
البرامج على مستوى المدرسة والمنطقة والولاية والمستوى الوطني،ويتم دعم بعض
البرامج المصاحبة للمنهج مالياً من قبل بعض الجهات الحكومية والقطاع الخاص،فعلى
سبيل المثال يقوم البنك العام بتمويل مشروع مغامرة الشباب،ويمول المصنع الماليزي
الأمريكي للإلكترونيات برنامج الحرف اليدوية للشباب.وتتولى دائرة الوحدة الوطنية
مسؤولية برنامج الجسر الذهبي .(وزارة المعارف ، 1423هـ ،ص42) .(والصالح ،1999م
،ص171).
نماذج
من جهود ماليزيا في المجال العلمي
تبذل
ماليزيا جهودا كبيرة للسعي في النهوض بالعملية التعليمية وتتنوع مجالات نهوضها في
هذا المجال فهاهي تدرج من ضمن أفضل 10 دول في العالم التي تقدم التعليم ذا
الجودة العالية ...
حققت ماليزيا إنجازاً جديداً أصبحت بموجبه حالياً من ضمن
أفضل 10 دول في العالم التي تقدم التعليم ذا الجودة العالية إلى المجتمعات العالمية
متجاوزة بذلك العديد من الدول المتقدمة الأخرى.
وقال الأمين العام لوزارة التعليم الأستاذ الدكتور زيني
أوجانغ: "إن ماليزيا تحقق إنجازات ملحوظة إثر نجاح الخطة الإستراتيجية
للتعليم العالي الوطني التي دشّنت في عام 2007. وساهمت هذه الإنجازات في رفع قيمة
العائدات الاقتصادية للبلاد بعد أن سجّلت قيمة 3 مليارات رنغيت ماليزي سنوياً هي
عوائد الرسوم الدراسية".
وأضاف الدكتور زيني: "تعد الخطوات التي قدمتها
الحكومة الماليزية في عام 2007 خطوات دقيقة واستثمار استراتيجي حيث دفعت ماليزيا
لتتجاوز الكثير من الدول الأخرى مثل الصين وسنغافورة وسويسرا وكوريا الجنوبية في
مجال نشر المجلات المحكمة في (جورنال سايتاشين ريبورت)، وهي النشرة السنوية لوكالة
تومسون رويترز.
وأن المحاضرين والباحثين الماليزيين نشروا حوالي 3،711
مجلة أكاديمية أثناء تدشين الخطة في عام 2007، وازدادت كتابة المجلات المحكمة
بنسبة 310 % في عام 2012 حيث سجّلت 11،507 مجلة
(
ماليزيا تحتل مركزاً عالمياً متقدماً في جودة التعليم،سعد آل حسين ،www.alriadh.com
وفيها من أفضل 10 جامعات للعام 2012 – 2013 ،
وفقاً لمعايير الجودة التعليمية ، والترتيب المحلي والدولي لهذه الجامعات :
تأتي فى أول القائمة كأبرز جامعة فى ماليزيا على الاطلاق
، وتحتل المركز الـ 35 دولياً .. الجامعة تأسست فى العام 1949 ،
وتعتبر أقدم جامعة فى ماليزيا.. هي مؤسسة تعليمية حكومية عامة تركز على النواحي
البحثية ، وتضم حوالي 3,540 طالباً دولياً ، وحوالي 486 استاذاً
زائراً أجنبياًَ فى هيئة التدريس ..
فى المركز الثاني من قائمة أفضل جامعات ماليزيا ، وتحتل
المركز رقم 58 عالمياً وفقاً لترتيب كيو إس للجامعات الأسيوية فى العام 2012 ..
الجامعة لديها 13 كلية تابعة لها ، و16 مركزاً بحثياً ..فى العام 2006 ،
تم ادراج الجامعة ضمن أفضل خمس جامعات ماليزية فى مجالات الأبحاث ، بسبب تميزها
الرائع في إجراءها على مدى 40عاماً .. قامت الجامعة منذ تأسيسها بتخريج أكثر
من 146,362 طالباً وطالبة ، منهم حوالي 2,937 طالباً دولياً
من42 دولة حول العالم..
تقع فى المركز الثالث ضمن قائمة أفضل عشر جامعات ماليزية
، وفى المركز رقم 63 عالمياً وفقاً لترتيب كيو إس للجامعات الآسيوية
للعام 2012 .. تعتبر جامعة ماليزيا للعلوم هي ثاني جامعة تم تأسيسها فى
ماليزيا ، وواحدة من اكبر الجامعات الماليزية بالنسبة لعدد الطلاب الذي يبلغ عددهم 20,000 طالباً
يدرسون الدرجة الجامعية والدراسات العليا.. تركز الجامعة على المجالات البحثية
العلمية بشكل مُكثف..
فى المركز الرابع محلياً ، والمركز 76 دولياً
وفقاً لترتيب الكيو إس للجامعات الآسيوية.. تعتبر الجامعة مؤسسة بحثية مميزة ، يقع
مقرها الرئيسي فى سيردانغ ، وتتألف من 9 معاهد تابعة لها ، 16 مركزاً
، ومدرستين ، وأكاديمية واحدة .. الجامعة تقدم 83 برنامجاً دراسياً عبر
معاهدها ومراكزها المختلفة ، بدرجات دراسية تبدأ من الدبلومات وتنتهي بدرجات
الدكتوراة..
تأتي فى المركز الخامس محلياً ، والمركز الــ 152 دولياً
وفقاً لترتيب الكيو إس للجامعات الآسيوية.. الجامعة تعتبر مؤسسة تعليمية حكومية
عامة ، تأسست فى العام 1987 ، وتضم حوالي 60,785 طالباً
وطالبة منهم 7,530طالباً دولياً .. الجامعة لديها 13 كلية تابعة
لها تقدم برامجها الدراسية لدرجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراة..
فى المركز السادس محلياً ، والمركز الــ 170 عالمياً
وفقاً لترتيب الكيو إس للجامعات الآسيوية.. الجامعة حاصلة على شهادة الايزو ،
ونالت جوائز محلية ودولية متعددة ، منها جائزة تكنولوجيا المعلومات من الحكومة
الماليزية ، وغيرها من الجوائز الدولية.. تقدم الجامعة برامجها الاكاديمية
المعتمدة حكومياً وعالمياً من العديد من الهيئات التعليمية والاكاديمية والصناعية
المتخصصة ..
تعتبر أول جامعة خاصة فى ماليزيا للتعليم العالي ، لديها
مقرات فى سايبرجايا ، وملقا .. وتضم أكثر من 20,000طالباً وطالبة منهم 4,200 طالباً
دولياً من 77 دولة حول العالم.. الجامعة تركز على المجالات البحثية
والتنموية ، من خلال 13 مركزاً بحثياً تابعاً لها ، فى مجالات متعددة
شديدة التخصص تشمل : النانو تكنولوجي ، علم الروبوتات والاجهزة الآلية ، الأنظمة
متناهية الدقة ، وغيرها.. قامت الجامعة بتخريج 30,523 طالباً وطالبة حتى
الآن منذ تأسيسها..
فى المركز الثامن من قائمة افضل الجامعات الماليزية ،
وتحتل المركز رقم 240 عالمياً وفقاً لترتيب الكيو إس للجامعات
الآسيوية.. الجامعة تقدم اكثر من 300 برنامجاً دراسياً عبر العديد من
مقراتها الموزعة فى ماليزيا ، وفروعها الـ 15 ، فضلاً عن 3 مقرات
توفر خدمة التعليم عن بعد ، و9 مقرات تابعة لها فى مدن مختلفة ، بعدد كليات 21 كلية
.. تعتبر الجامعة واحدة من أفضل الجامعات الماليزية التى تركز على الأبحاث
والابتكار والإبداع العلمي ، وتتعاون مع العديد من القطاعات الصناعية والخدمية ..
فى المركز التاسع لقائمة أفضل الجامعات الماليزية ،
وتحتل المركز رقم 241 فى القائمة العالمية لترتيب الجامعات الدولية ..
تعتبر من معالم ماليزيا وقوتها الاقتصادية والعلمية والسياحية ، وهي مملوكة
بالكامل بواسطة شركة بتروناس الماليزية الوطنية للبترول .. تقدم الجامعة برامجها
الدراسية بشكل متخصص فى مجالات الهندسة والتكنولوجيا ، عبر درجات أكاديمية تشمل
الدرجات الجامعية والدراسات العليا .. وتركز بشكل رئيسي على الأبحاث والتطوير..
تأتي فى نهاية قائمة أفضل عشر جامعات ماليزية ، وتحتل
المركز رقم 272 عالمياً وفقاً لترتيب الكيو اس للجامعات الآسيوية..
الجامعة تضم أكثر من 9,500 طالباً وطالبة من 145 دولة حول
العالم ، وتقدم برامجها الدراسية فى المجالات التكنولوجية المتنوعة .. الجامعة
لديها مقرات فى فى ماليزيا ( سايبرجايا ) ، فضلاً عن مقرات متعددة تشمل دول :
كمبوديا ، الصين ، اندونيسيا ، ليسوثو ، بتسوانا .. تقدم الجامعة برامجها الدراسية
المواكبة للتطور الهائل التكنولوجي فى عصرنا الحالي ، بشكل يؤهل خريجيها للعمل
مباشرة فى السوق الوظيفي والأكاديمي..
( أفضل عشر جامعات في ماليزيا ، www.hotcourses.ea)
الخاتمة :
·
النتائج :
ـ تبين
من خلال دراسة موضوع التعليم لإسلامي في ماليزيا مدى التقدم الذي توصلت اليه
البلاد وأنه كان من الأسبابه الرئيسية لهذا التقدم هو العلم .
ـ بتظافر جهود كل
من الحكومة والشعب أمكن تحقيق إنجازات عظيمة شهد لها القاصي والداني .
ـ ماليزيا أصبحت
اليوم تتصدر قائمة الدول التي يقصدها طلاب العلم وذلك لما تتميزبه الدراسة هناك من
جودة في التعليم ومواكبة لتطور العلوم ..
التوصيات
والمقترحات :
ـ العمل على تكريس
الجهود لزيادة البحوث العلمية للسعي في رصد الأسباب التي لم يتناولها الباحث والتي
أسهمت في تقدم وتطور ماليزيا .
ـ عمل ندوات
ودورات يتم فيها عمل مقارنات للجوانب الإقتصادية والسياسية ... بين ماليزيا والدول
التي ترغب في الوصول لما وصلت إليه ماليزيا وذلك بدراسة جوانب الضعف والأخطاء لدى
تلك الدول والسعي في تلافيها .
المراجع :
(بن باز ،عبد العزيز ، كتاب
العلم وأخلاق أهله ـ نسخة pdfـ ، طبعة دار الإمام أحمد )
فتاوى اللجنة
الدائمة" (12 / 77(
(محمود شاكر : التاريخ الإسلامي 20/293.294 )
(مجموع فتاوى ابن عثيمين، 26/50)
المراجع
عبر مواقع الإنترنت :
( التعليم في ماليزيا ،د. مرضى الزهراني ،
تاريخ ويوم الإطلاع على الموقع 11/صفر/1437 هـ يوم الإثنين
http://www.uqu.edu.sacom/ ) .
تاريخ ويوم الإطلاع على الموقع 11/صفر/1437 هـ يوم الإثنين
http://www.uqu.edu.sacom/ ) .
(د. مهاتير محمد ترجمة علاء البشبيشي، مكانة وأهمية
التطوع في مجال التعليم.. تجربة ماليزيا، تاريخ ويوم الإطلاع على الموقع 11/صفر/1437 هـ يوم الإثنين
http://www.islamtoday.net/)
( ماليزيا تحتل مركزاً عالمياً متقدماً
في جودة التعليم،سعد آل حسين،تاريخ ويوم الإطلاع على الموقع 11/صفر/1437 هـ يوم الإثنين
http://www.alriadh.com )
http://www.alriadh.com )
( أفضل عشر جامعات في ماليزيا ، تاريخ ويوم الإطلاع على الموقع 11/صفر/1437 هـ يوم الإثنين
http://www.hotcourses.com)
http://www.hotcourses.com)
محسن صالح،النموذج السياسي الماليزي وإدارة لإختلاف ،
تاريخ ويوم الإطلاع على الموقع 11/صفر/1437 هـ يوم الإثنين
(http://studies.aljazeera.net/
تاريخ ويوم الإطلاع على الموقع 11/صفر/1437 هـ يوم الإثنين
(http://studies.aljazeera.net/
( معجم المعاني الجامع ، تاريخ ويوم الإطلاع على الموقع 11/صفر/1437 هـ يوم الإثنين ،
http://www.almaany.com )
http://www.almaany.com )